مع سقوط النظام الليبي، تُطوى صفحة عميد الطغاة العرب، ونرى أنفسنا أمام اكتمال نموذج جديد من نماذج الثورات والانتفاضات في هذا الربيع العربي.
فبعد تونس ومصر حيث تهاوى نظامان أمام مظاهرات واعتصامات سلمية ضخمة، وبعد البحرين حيث نجح النظام في خنق الانتفاضة مؤقتاً والتنكيل بقادتها، وبعد اليمن حيث تستمر المظاهرات والمواجهات ويستمر تداعي السلطة المركزية ولو من دون انهيار النظام واستقالة رئيسه "الجريح" المقيم في السعودية، وبعد سوريا حيث يواصل المنتفضون كفاحهم السلمي ضد أكثر الأنظمة عنفاً ووحشية، تأتي ليبيا بكونها موقعة حسم عسكري تلا انزلاق الثورة من مظاهرات واعتصامات شعبية الى حرب استمرّت أشهراً وانتهت الى انهيار آلة القتال القذافية بعد التدّخل العسكري الأطلسي بموجب قرار أممي.