Tuesday, April 14, 2009

ذكرى 13 نيسان بين 7 أيار و7 حزيران

تحلّ ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية هذا العام، في لحظة تشهد فيها البلاد انقسامات حادة، وتتكرّر فيها الأحداث الأمنية، وآخرها الاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني على طريق تمنين التحتا في البقاع الشمالي.
وإن أردنا التوقّف عند أبرز ما تثيره الذكرى الرابعة والثلاثون للحرب المذكورة سياسياً، أمكننا ربما الإشارة الى أمرين.
- أوّلهما قديم يُستذكَر عاماً بعد عام، مرتبط بملفات الحرب التي لم تُقفل، من ملفّ المخطوفين الذين لا يمكن الطلب الى ذويهم الحداد عليهم من دون الكشف عن أماكن دفنهم وإقامة ضريح جماعي لهم يكون بمثابة الاعتذار الجماعي منهم، الى ملف المفقودين في السجون السورية المجهولة مصائرهم والمطلوب توضيحاً لها وتصرّفاً بموجب التوضيح، الى درس العفو الحقيقي المؤسّس للمسامحة ولكتابة التاريخ (بصيغه المتعدّدة وتأويلات أحداثه المتباينة) من دون خوف ومن دون عِقد.
- وثانيهما جديد تأسّس العام الماضي في 7 أيار، وهو فتح الباب على ما كنّا خلنا أنه وراءنا، وأعادنا بسرعة قياسية الى ذكريات الاقتتال والاجتياحات وقطع الطرقات وحرق المؤسسات.

ولعلّ خطورته مضاعفة لأنه جاء من قوى أساسية، خاضت الحرب وظلّت وحدها بعدها مدجّجة بالسلاح. وهي تقود اليوم معسكراً سياسياً يتقدّم للانتخابات النيابية القادمة ويتحدّث عن حكم البلاد أو المشاركة في إدارتها بثلث معطّل، قد لا تكون المؤسسات وحدها مسرحاً له، بل حتى الشوارع والأحياء، إن اقتضى الأمر. 
بهذا المعنى، تحلّ ذكرى 13 نيسان علينا هذا العام، لتعطف على المتراكم والمتجدّد سنويّاً، بُعداً جديداً يفتح ملفات كانت حتى الآن مطويّة، ويُنذر بجعل الذكريات المباشرة أو المتناقلة والمتوارثة حيّةً، تقع في متناول العين والأذن واللسان واليدين، يغطّيها الإعلام بوصفها أحداثاً راهنة، لا بحثاً في الأرشيف أو تحقيقات وثائقية عن حقبة غابرة.
وبهذا المعنى أيضاً، تصبح ذكرى 13 نيسان عام 2009، منطلقاً للدعوة الصريحة للّبنانيين للاختيار بين من يريد للذكرى أن تبقى ذكرى، وبين من يريد إحياءها واستعادة تفاصيلها وعيش هواجسها وجعلها احتمالاً دائماً يهدّد به الناس ربطاً بإيقاع صراعات الخارج وتسوياته، أو بحثاً عن تعديل الأحجام في الداخل ومؤسساته.
و7 حزيران المقبل، سيكون الموعد الأول لهذا الاختيار...
زياد ماجد